مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
في هذا المقال أقوم بالرد بشكل مختصر على الطبيب ياسر برهامي , حيث أساء برهامي للمجاهدين , بل وافترى عليهم الأكاذيب , بل وافترى على تفسير كتاب الله وعلى العلماء الأكاذيب , بل قال كلاما يخالف إجماع علماء الأمة , أقوم بتبيين كل هذا في المقال والرد عليه , بل أقوم بتبيين تناقض كلام برهامي القديم مع كلامه الآن عن غزة والمجاهدين , سائلا من الله العون والتوفيق
أولا : استعراض الشبهات التي قالها برهامي :
يزعم برهامي أننا لسنا مطالبون بنصرة أهل غزة لأن بيننا وبين الصهاينة معاهدة , مستدلا بقول الله عز وجل ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق ) , ولأن أهل غزة أخذوا قرار الحرب دون مشورة للدول الإسلامية ولم يستشيروا إلا إيران , ولأن المجاهدين في غزة دخلوا حربا ليست متكافئة ولم يراعوا فيها توازنات القوى , هكذا يزعم برهامي !!!
وقبل الرد عليه أشير إلى أن الصهاينة احتفوا بكلامه أشد الاحتفاء بما فيهم الصهيوني إيدي كوهين , فيكفي برهامي خزيا وعارا وسقوطا وانحدارا احتفاء واحتفال الصهاينة بكلامه !!
ثانيا : أما الرد عليه فيكون في نقاط :
1 – من قال أن الدفاع عن الدين والأرض والعرض والمقدسات يحتاج إلى مشورة !
ألا تعلم أن من احتلت أرضه ففرض عين عليه الجهاد ضد المحتل , هل يحتاج في إقامة فرض العين للشورى يا برهامي !
ومن تريدهم أن يستشيروا ؟
هل المطبعين المتصهينين كابن زايد ورفاقه !!
كلامك عبثي لا يقوله أحد يدري ما يقول !
2 – وأما زعمك أنهم استشاروا إيران في قرار الحرب !! فكذب صريح منك قامت المقاوم..ة بنفيه وحتى إيران قامت بنفيه !!
3 – أما استدلالك في مطالبتك بعدم نصرة أهل غزة بقول الله عز وجل
( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق )
فكذب صريح منك وافتراء على تفسير كتاب الله , أو على الأقل جهل فظيع منك لا يقع فيه أصغر طالب علم !
فالآية التي استدل بها قام باجتزائها على طريقة ” يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ” واجتزأها عن بقيتها ” وأنتم سكارى ” كعادة المدلسين
تعالوا نقرأ الآية التي استدل بها بأكملها
يقول الله عز وجل :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
سورة الأنفال (72)
وتفسير الآية كما ذكر الإمام الطبري والإمام القرطبي والإمام ابن كثير وغيرهم : أن الآية ذكرت أن المؤمنين ينقسمون إلى ثلاثة أصناف , مهاجرين , وأنصار , ومؤمنين لم يهاجروا بل بقوا باختيارهم في أرض الكفار
فأمرت الآية بأن ينصر المهاجرون والأنصار بعضهم بعضا , وأما المؤمنون الذين لم يهاجروا وبقوا في أرض الكفار : فإن احتاجوا لنصرة المهاجرين والأنصار فيجب عليهم نصرتهم إلا إذا استنصروهم على قوم من الكفار بينهم وبين المهاجرين والأنصار مهادنة ومعاهدة , فأمرت الآية بعدم نقض الهدنة والمعاهدة , لأن المؤمنين غير المهاجرين بقوا في أرض الكفار بإرادتهم وهذه مخالفة شرعية , فكان واجب عليهم الهجرة , فلا يتم نقض العهود بين دولة الإسلام وغيرها من الدول من أجل قوم من المؤمنين خالفوا الشرع واختاروا الإقامة بين الكفار , بل يجب على هؤلاء المؤمنين التوبة من مخالفتهم والهجرة إلى دولة الإسلام .
هذا هو معنى الآية , فالآية تتحدث عن المؤمنين الباقون في أرض الكفار باختيارهم إذا كان بيننا وبين هاؤلاء الكفار معاهدة , ما علاقة تلك الآية بالمؤمنين الموجودين في أرضهم وقام العدو باحتلال أرضهم وانتهاك مقدساتنا ومقدساتهم وقتل المسلمين رجالا ونساءا وأطفالا !!
لم يقل أحد من علماء الأمة لا قديما ولا حديثا أن معنى الآية أن نترك المؤمنين الذين يعيشون في بلد إسلامي ثم يحتلهم العدو ويقتل الرجال والنساء والأطفال وينتهك المقدسات أن نتركهم ولا ننصرهم ولا ندافع عنهم إذا كان بيننا وبين هذا العدو ميثاق , لم يقل بهذا عالم من علماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم
بل على العكس تماما , حين يتم إحتلال بلد من بلاد الإسلام والاعتداء على أهلها فقد أجمع العلماء على وجوب الجهاد لنصرتهم
فقد نص العلماء على أن العدو إذا هاجم بلدا من بلاد المسلمين ففرض عين على أهل تلك البلد وعلى من يليهم الجهاد لدحر العدو , فإن لم يتحصل دفع العدو بأهل البلد ومن يليهم فيكون الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة .
وتبطل أي معاهدة واتفاقية بمجرد الاعتداء على مسلم واحد
ألم تقرأ يا برهامي حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
{ المُسلمونَ تكافَأُ دماؤُهم، ويسعى بذِمَّتِهم أدناهم، وهم يدٌ على مَن سِواهم. }
رواه أبو داوود وابن ماجة وأحمد بإسناد صحيح كما قال الشيخ الألباني والشيخ أحمد شاكر والشيخ شعيب الأرناؤوط وغيرهم .
أي أن الاعتداء على أي مسلم أيا كانت بلده سواء أكان مصريا أو فلسطينيا أو عراقيا أو سوريا الخ الخ الخ فإنه بمثابة الاعتداء على كل المسلمين , وتبطل أي معاهدة بين المسلمين والأعداء بمجرد الاعتداء على أي مسلم , لأن المسلمين تتكافأ دماؤهم , أي هم شيء واحد جسد واحد أمة واحدة .
وبرهامي نفسه كان يقول قديما : لا توجد معاهدة تجعلنا نسمح بالاعتداء على أهل غزة , لكنه قام بتبديل كلامه كعادته
هذا أصلا بفرض صحة الاتفاقيات والمعاهدات تلك فإنها تكون باطلة شرعا بمجرد الاعتداء على مسلم واحد.
فما بالكم أن كثير من أهل العلم المعاصرين وهو الحق الذي لا ريب فيه قالوا أن تلك الاتفاقيات والمعاهدات الحالية من الأساس غير جائزة شرعا , لأنها بوضعها الحالي تعد تطبيعا مع المحتل واعترافا بشرعيته , والاعتراف بشرعية المحتل خيانة , وأن تلك المعاهدات باطلة لا يترتب على وجودها أي حكم شرعي.
وبرهامي يعلم هذا وكان يقوله قديما , لكن هذا حال من باع دينه بعرض من الدنيا قليل , نعوذ بالله من حال المنتكسين المبدلين الضالين
4 – يقول برهامي أن المجاهدين في غز..ة أخطأوا لأنهم دخلوا حربا ليست متكافئة ولم يراعوا توازنات القوى والمصالح والمفاسد !!
يستمر برهامي في الكذب على الشرع وقول كلاما لم يقل به أحد من علماء الأمة !!
فمراعات التوازنات والمصالح والمفاسد يكون في جهاد الطلب , وهو أن نذهب للأعداء في أرضهم , أما جهاد الدفع وهو أن يقوم عدو بالهجوم علينا واحتلال بلد من بلداننا الإسلامية وقتل المسلمين والاعتداء على المقدسات : فالجهاد حينئذ فرض عين بما يستطيعه المجاهدون , ولم يقل أحد من أهل العلم أن يترك المسلمون أرضهم تحتل والأعراض تنتهك والمقدسات يتم الاعتداء عليها ثم ينتظرون ويتركون الجهاد حتى تتحقق توازنات القوى
لا يعقل أن يعتدى على بيتك ثم تترك بيتك وزوجتك وأولادك وبناتك يعتدى عليهم وتجلس تتفرج حتى تتحقق توازنات القوى
لم يقل بذالك عالم , ولا يقول بذلك إلا أحد ليس عنده دين ولا عزة ولا نخوة ولا كرامة ولا ذرة من رجولة
وبرهامي نفسه قديما كان يقول : لو مات أهل غزة جميعا وهم يدافعون عن دينهم والمقدسات فهم المنتصرون , فعلى الأقل أدوا ما عليهم , لكنه كعادته قام بتغيير كلامه رأسا على عقب
فكلام برهامي يدل على أن حاله بين أمرين لا ثالث لهما : إما أنه كاذب مدلس متصهين , أو أنه جاهل لا يصلح أن يتكلم في دين الله عز وجل
وأنا أرجح الاحتمال الأول , أنه كاذب مدلس متصهين , وذلك كما أشرت أن له كلاما قديما عكس ما قاله الآن تماما , بل وصف في كلامه القديم من يهاجم المجاهدين في غزة بأنه مخذول منافق مريض القلب !
وأنا أرى أن هذا الوصف هو ما ينطبق عليه الآن تماما , وأزيد على ذلك بأن من يهاجم الضحية وقت الاعتداء عليها وهي تدافع عن نفسها ولا يهاجم المعتدي المجرم فهو والله عديم الرجولة .
وبرهامي بارع في الاستقواء على المظلوم وترك الظالم بل وأحيانا التبرير للظالم
وهذه والله ليست صفات العلماء ولا حتى الرجال
فأسأل الله أن يثبتنا على الحق ونعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى
وأسأل الله تعالى الثبات على الدين وحسن الخواتيم
هذا والله عز وجل أعلم وصلى الله وسلم على النبي الأكرم , والحمد لله رب العالمين .