عزيزي القارئ الكريم , سأسألك عدة أسئلة وأتركك كي تجاوب أنت كي تعلم بنفسك هل انتصرت غزة أم لا .
هل حقق الاحتلال أهم أهدافه ؟
1 – هل استطاع الاحتلال تدمير المجاهدين وإيقافهم ؟
= لا أبدا , لازال الأبطال على الأرض يجاهدون حتى آخر لحظة , حتى لو استشهد بعض قادتهم , فالجهاد لا يتوقف على أشخاص , بل ساروا على طريق قادتهم العظماء وأكملوا صمودهم وجهادهم , ورأيناهم على الشاشات بعد إيقاف الحرب يخرجون بسلاحهم يحتفلون مع شعب غزة بالنصر بكامل قوتهم , حفظهم الله وأيدهم وسددهم .
2 – هل استطاع الاحتلال بعد كل هذا القتل والتدمير أن يجعل شعب غزة يكره المجاهدين ويحملهم تبعات الحرب ؟
= لا أبدا , فشعب غزة الأسطوري الصامد البطل لازال ملتفا حول المجاهدين , ورأينا على الشاشات أن أهل غزة كانوا في احتفالاتهم بالنصر يهتفون بكل حب للقسام .
فوالله ثم والله : من أراد تعلم العقيدة بشكل عملي فلينظر إلى صبر وثبات وصمود أهل غزة .
3 – هل استطاع الاحتلال تحرير أسراه عن طريق الحرب ؟
= لا أبدا , بل أسرى العدو لن يتم تحريرهم إلا بشروط الأبطال بعد إيقاف الحرب وانسحاب المحتل ومبادلة أسرى العدو بمئات من أسرانا في سجون الصهاينة .
4 – هل استطاع الاحتلال تهجير أهل غزة كما كان يخطط ؟
= لا أبدا , كلنا رأينا صمود لا نظير له من أهل غزة وتمسك غير مسبوق بأرضهم , وهذا فيه رد عملي على كل صهيوني أو متصهين خائن يتهم أهل فلسطين بأنهم باعوا أرضهم , رأيناهم يفضلون الموت على تركهم لأرضهم !!
5 – هل رفع الأبطال رايات الاستسلام ؟
= لا والله , فهؤلاء الأبطال لا يعرفون شيئا يسمى استسلام , بل أكملوا جهادهم للنهاية وأثخنوا في صفوف الأعداء إثخانا عظيما حتى آخر لحظة قبل إيقاف الحرب .
6 – هل خضع الأبطال لشروط المحتل أم خضع المحتل لشروط الأبطال ؟
= بل خضع المحتل لشروط الأبطال كاملة .
7 – هل أصلا سيستطيع الاحتلال البقاء في غزة كما كان يخطط ؟؟
= لا أبدا , بل سيخرج الاحتلال من غزة صاغرا ذليلا .
إذن فالنتيجة : الفشل الذريع للعدو الصهيوني في تحقيق أهم أهدافه .
يقول البعض : وكل هذا الدمار وهذه الخسائر في غزة !
= في الحروب يقاس النصر والهزيمة ليس بالخسائر في صفوف المدنيين , بل الذي حقق أهدافه وفرض شروطه هذا هو المنتصر
ثم أن من ماتوا من أهلنا لا نسميهم خسائر بل شهداء أحياء عند ربهم يرزقون , ومن دمرت بيوتهم فسيتم إعادة بنائها وإعمارها , وسيرى أهل غزة النصر الكامل بأعينهم إن عاجلا أو آجلا بتحرير سائر أرض فلسطين من دنس الصهاينة المجرمين , وما طوفان الأقصى إلا خطوة على طريق التحرير .
يقول قائل أيضا : لماذا أقدمت فصائل المقاومة في غزة على ما فعلوه في 7 أكتوبر وهم أضعف من جيش الاحتلال , أليس ما فعلوه كان سببا في كل هذه الويلات التي فعلها الصهاينة في غزة ؟
= عزيزي الخانع المنبطح الذي تردد هذا الكلام , لو قام أحد باحتلال بيتك وطردك أنت وأهلك من البيت وقام بقتل وإصابة بعض أهلك , هل كنت ستجلس ذليلا واضعا يدك على خدك تترك هذه المهزلة , أم كنت ستدافع عن بيتك وأهلك كالرجال حتى لو أدى ذلك إلى موتك ؟
= طبعا ستقول : بل كنت سأدافع عن بيتي وأهلي حتى لو بذلت في سبيل ذلك حياتي .
بالفعل , هذا ما فعله المجاهدون , دافعوا عن أرضهم وبيوتهم وأهلهم ضد المحتل , فكيف تلوم الرجال على رفضهم الخنوع والانبطاح والذل أيها المنبطح الخانع الذليل .
ثم هل سمعت قديما أو حديثا عن بلد تحررت من الاحتلال إلا بتقديم تضحيات كبيرة , ألم تسمع عن الجزائر بلد المليون شهيد كيف قدموا مليون وأكثر من الشهداء أثناء ثورتهم على المحتل الفرنسي , وفي النهاية انتصروا وتحررت أرضهم .
لو كان الجزائريون يفكرون بنفس منطق الخانعين في أيامنا : فرنسا أقوى منا , سلاحنا وعددنا قليل أمام جحافل الجيش الفرنسي , فرنسا يدعمها الغرب …. الخ , لو فكر أبطال الجزائر بهذا المنطق الخانع لكانت الجزائر لازالت محتلة إلى اليوم .
وبنفس مقاييس الخانعين : حين أحتل الصهاينة أرض سيناء الحبيبة , هل كنا نجلس متفرجين ونقول أنهم أقوى وأعظم تسليحا ووراءهم أمريكا تدعمهم ونترك أرضنا في يد المحتل , أم نبذل ما نستطيعه وعلينا الإعداد ومن الله النصر , وهذا ما حدث بالفعل في حرب أكتوبر 73 .
أنا أود أن أسأل الخانعين سؤالا واحدا : هل قرأتم القرآن ؟ , هل مررتم بقول الله عز وجل : { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) , سورة البقرة (249)
هل قرأتم سيرة قائدنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم , هل علمتم أن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر قاتل المشركين ب317 رجلا وتسليح قليل , وكان المشركون عددهم ثلاث أضعاف الجيش المسلم , حوالي 1000 رجل وتسليحهم أقوى بكثير من تسليح المسلمين , ورغم ذلك انتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشركين نصرا عظيما
هل فكر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بمنطق الخانعين : المشركون أكثر عددا وأقوى عدة وتسليحا منا , سنستسلم لهم أو سنعود إلى المدينة ونهرب من أمامهم , هل فكر النبي صلى الله عليه وسلم هكذا !؟
= حاشاه صلى الله عليه وسلم الذي علم الدنيا البطولة والشجاعة أن يفكر هكذا , بل قاتل صلى الله عليه وسلم هو والصحابة وانتصروا على جحافل المشركين نصرا خلده التاريخ , وكان صلى الله عليه وسلم في مقدمة الجيش , هذا هو الإسلام الذي علمنا العزة والبطولة والكرامة وأن لا نقبل الدنية والهوان
{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ } , سورة المنافقون (8
فلا أدري من أين تعلم الخانعون في عصرنا هذا الذل وهذه المهانة وهذا الإنبطاح نعوذ بالله من حالهم .
يقول قائل : وما هي الأهداف التي حققها المجاهدون في غزة العزة من وراء ما فعلوه ؟
=أما الأهداف التي حققها الأبطال فحدث ولا حرج
1 – إظهار عجز المحتل وأنه فاشل عسكريا , هذا العدو المتغطرس الذي كان يقول عن نفسه أنه لا يقهر تبين للجميع أنه لا يقوى إلا على قتل المدنيين .
فقد رأينا دبابات وناقلات جند العدو التي كان يتغنى بقوتها يتم سحقها واصطيادها بمن فيها بتسليح محلي الصنع ومن المسافة صفر على يد أبطالنا .
2 – إظهار الصورة الحقيقية للصهاينة في العالم وأنهم مجموعة من السفاحين قتلة الأطفال والنساء .
3 – أن كثير من المستوطنين الصهاينة أصبحوا لا يأمنون على أنفسهم في أرض فلسطين المحتلة وكثير منهم هربوا بالفعل وكثير سيهربون .
4 – إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كادت تنسى .
5 – إيقاف أو على الأقل تأخير التطبيع الذي كانت تتسابق إليه بعض الدول .
6 – إفقاد المحتلين لشعورهم بالأمن داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة .
7 – إظهار العجز الكامل لمخابرات العدو , حيث تمكن الأبطال من تحقيق هجوم 7 أكتوبر الساحق على العدو , وتمكن المجاهدون الأبطال من إخفاء أماكن أسرى العدو على مدار أكثر من سنة وثلاثة أشهر , كل هذا دون أن تستطع الأجهزة المخابراتية للصهاينة والأمريكان وأعوانهم الأوربيين وغيرهم أن يعلموا عن ذلك شيئا .
8 – إظهار وكشف المنافقين الذين خذلوا اهلنا في القطاع وتعاونوا مع الأعداء كي تعرف الأمة حقيقتهم
فمن أهم خطوات النصر الكامل : أن تعرف الأمة العدو من الصديق .
لو ظللنا نتحدث عن الأهداف العظيمة التي حققها أبطالنا لن ننتهي , فلا نملك إلا أن نقول لهم : حياكم الله يا أسود الإسلام , نصركم الله وأعزكم وحفظكم يامن كتبتم بدمائكم وصمودكم صفحات من المجد من أنصع صفحات البطولة في التاريخ , يامن رفعتم رأس الأمة التي عانت مؤخرا من الهوان والانبطاح
جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .