فضائل الوضوء فضائل الوضوء

الفضائل العظيمة لعبادة الوضوء

فضائل الوضوء

مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

في هذا المقال أتحدث عن عبادة عظيمة , كثير من الناس لا يعرفون أهميتها , وهي عبادة الوضوء , فأذكر فضائله وما يستحب أن يقال ويفعل أثناءه وبعده .

أولا : ( بعض فضائل الوضوء )

1 – الوضوء من أعظم أسباب معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا ولقائه بنا يوم القيامة

قال صلى الله عليه وسلم :

 إنّ أمّتي يُدعَوْنَ يومَ القيامةِ غُرّاً مُحَجَّلِين مِن آثارِ الوضوء

رواه البخاري ومسلم

وقال صلى الله عليه وسلم :

 أنا أولُ من يُؤذَن له بالسجودِ يومَ القيامةِ ، و أنا أولُ من يرفعُ رأسَه ؛ فأنظرُ بين يديَّ ، فأعرف أُمَّتي من بينِ الأُممِ ، و مِن خلفي مثلُ ذلك ، و عن يميني مثلُ ذلك ، و عن شمالي مثلُ ذلك ، فقال رجلٌ : كيف تعرف أُمَّتَك يا رسولَ اللهِ من بين الأُممِ فيما بين نوحٍ إلى أُمَّتِك ؟ قال : هم غُرٌّ مُحَجَّلون ، من أثَرِ الوضوءِ ، ليس لأحدٍ كذلك غيرِهم

رواه أحمد وغيره بإسناد حسن

الغُرَّةُ: هيَ البياضُ في الوَجهِ، والتَّحجيلُ: هو البَياضُ في الأيدي والأقدامِ

والمعنى : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف أمته يوم القيامة من بين الأمم بأن تأتي أمته على وجوههم وأيديهم وأرجلهم نور مضيئ من آثار الوضوء .

 

2 – الوضوء من أعظم أسباب مغفرة السيئات ورفعة الدرجات في الجنات

قال صلى الله عليه وسلم :

“من توضأَ فأحسنَ الوضوءَ؛ خَرجتْ خطاياه من جَسدِه، حتى تخرجَ من تحتِ أظفاره”

رواه مسلم

وقال صلى الله عليه وسلم

ألا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ. ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ.

رواه مسلم

ومعنى : ” إسباغ الوضوء ” , أي : إحسانه وإتمامه , بأن توصل الماء لجميع أعضاء الوضوء , بلا إسراف ولا تقصير
ومعنى : ” على المكاره ” , أي : الوضوء عند وجود مشقة متحملة لابد منها ولا ضرر فيها .

كالوضوء بالماء البارد في الشتاء لمن ليس عنده ماء ساخن , فهذا له أجر عظيم لتحمله الوضوء في البرد
لكن إن كان عنده ماء ساخن فلا يجوز أن يتركه ويتقرب إلى الله بالوضوء بالماء البارد في الشتاء , فالله عز وجل لا يرضى لنا المشقة
قال الله سبحانه

يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ

البقرة ( 185 )

وأيضا إن تعدى الأمر من المشقة المتحملة إلى ضرر : فيتيمم الإنسان ولا يتوضأ , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ } , إسناده حسن كما قال الإمام النووي والسيوطي وغيرهما .

 

3 – الحفاظ على الوضوء دليل على قوة الإيمان

قال صلى الله عليه وسلم : { الطَّهور شَطْرُ الإيمان … } , جزء من حديث رواه مسلم

معنى ” شطر الإيمان ” أي : نصف الإيمان , وقيل في معناه : أن الطهور للصلاة شطر الإيمان؛ لأن الصلاة إيمان، ولا تتم إلا بطهور .

وقال صلى الله عليه وسلم : { لا يُحافِظُ على الوُضوءِ إلَّا مؤمِنٌ } , رواه أحمد في المسند وقال الذهبي وشعيب الأرناؤوط وغيرهما : إسناده صحيح .

 

ثانيا : ما يقال أثناء الوضوء وبعده

1 – دعاء يقال أثناء الوضوء يكون سببا في مغفرة الذنوب والبركة في الديار والرزق

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :

أتيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بوَضوءٍ فتوضَّأَ، فسَمِعْتُهُ يدعو يقولُ (اللَّهمَّ اغفِر لي ذَنبي، ووسِّع لي في داري، وبارِكْ لي في رِزقي فقُلتُ يا رسولَ اللَّهِ سَمِعْتُكَ تَدعو بِكَذا وَكَذا، قالَ: وَهَل ترَكْنَ مِن شيءٍ ؟

رواه النسائي وغيره وقال الإمام النووي في كتابه الأذكار : إسناده صحيح .

ومعنى : وهل تركن من شيء أي : أن هذه الدعوات لم تترك شيئا من خيري الدنيا والآخرة إلا وشملته , فشملت مغفرة الذنوب , ويترتب على ذلك : النجاة والسعادة في الآخرة , وشملت السعة والبركة في الديار والأرزاق , ويترتب على ذلك : السعادة في الدنيا .

فما موضع قول هذا الدعاء ؟

– قال الإمام النووي في كتابه الأذكار ما ملخصه : أن بعض أهل العلم ذكر أنه يقال أثناء الوضوء , وبعضهم ذكر أنه يقال بعد الوضوء , وكلاهما محتمل .

 

2 – إحسان الوضوء وقول الذكر الوارد بعده من أعظم أسباب أن تفتح لك يوم القيامة أبواب الجنة الثمانية تدخل من أيها شئت

قال صلى الله عليه وسلم :

مَنْ تَوَضَّأَ فَأحسنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قال : أشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عَبْدُهُ ورسولُهُ . اللهمَّ اجعلْنِي مِنَ التَّوَّابينَ ، واجعلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لهُ ثَمانِيَةُ أبوابِ الجنةِ ، يدخلُ من أَيِّها شاءَ

رواه الترمذي بإسناد صحيح .

 

3 – دعاء بعد الوضوء إن قلته فأجره مقبول لن يحبط أبدا

قال صلى الله عليه وسلم :

من توضأَ فقال : سبحانك اللَّهمَّ وبحمدِك , أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنت , أستغفرُك وأتوبُ إليك، كُتِبَ في رقٍّ ثم طُبِعَ بطابعٍ، فلم يُكْسَرْ إلى يومِ القيامةِ

 رواه النسائي والطبراني في “الأوسط” , ورواته رواة الصحيح كما قال الهيثمي والمنذري وغيرهما .

والمعنى : أن من يقل هذا الدعاء بعد فراغه من الوضوء : يُكتَبَ أجْرُه الَّذي كسَبَه مِن هذا الدُّعاءِ، «في رَقٍّ»؛ وهو الوَرقةُ الَّتي يُكتَبُ فيها، «ثُمَّ طُبِعَ بطابَعٍ»؛ أي: خُتِمتْ بخَتْمٍ، «فلم يُكسَرْ إلى يَومِ القيامةِ» أي : فيكونُ عملاً مقبولاً لا يَتطرَّقُ إليه إبطالٌ ولا إحباطٌ أبداً .

ثالثا : بعض فضائل سنة الوضوء

وهي أن تصلي ركعتين أو أكثر بعد الوضوء .

1 – أنها من أسباب دخول الجنة :
قال صلى الله عليه وسلم :

يا بلالُ! حَدِّثْني بأرجى عملٍ عمِلته في الإسلام؛ فإنّي سمعتُ دَفَّ نعلَيك بين يَديَّ في الجنةِ”. قال: ما عملتُ عملاً أرجى عندي من أنّي لم أتطهَّر طُهوراً في ساعةٍ من ليلٍ أو نهارٍ إلا صلّيتُ بذلك الطُّهورِ ما كُتب لي أنْ أصلي

رواه البخاري ومسلم .

دف نعليك أي : صوت نعليك حال مشيك

وقال صلى الله عليه وسلم :

ما من أحدٍ يتوضأ فَيُحسن الوُضوء، ويُصلِّي ركعتين، يُقْبل بقَلبه ووجهه عليهما، إلا وَجَبَتْ له الجنةُ”

رواه مسلم
دل هذين الحديثين على أن صلاة سنة الوضوء .. بخشوع .. وحضور القلب .. من أسباب دخول الجنة .
2 أن صلاة سنة الوضوء من أسباب مغفرة ما تقدم من الذنوب :
قال صلى الله عليه وسلم :

مَن توضأَ فأحسنَ الوُضوءَ، ثم صلّى ركعتين، لا يسهو فيهما ( وفي رواية : { لا يُحَدِّثُ فيهما نفسَه } ) غُفرَ له ما تقدم [من ذَنْبِهِ]

رواه أبو داوود بإسناد صحيح .

وقال صلى الله عليه وسلم :

مَن توضأَ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلّى ركعتين , يُحسِنُ فيهنَّ الذِّكرَ والخشوع، ثم استغفر اللهَ؛ غَفَر له

رواه أحمد بإسناد حسن .

دل هذين الحديثين على أن صلاة سنة الوضوء .. بخشوع .. وحضور قلب .. مع التوبة الصادقة والاستغفار .. من أسباب مغفرة ما تقدم من الذنوب .

خاتمة

ذكرنا في هذا المقال أهمية وفضائل عبادة الوضوء , وما يستحب أن يقال ويفعل أثناؤه وبعده , فلا تجعل هذا المقال يقف عندك , وانشر هذا الخير لغيرك , فالدال على الخير كفاعله

هذا وصلى الله على سيدنا محمد , والحمد لله رب العالمين .

 

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *