مقدمة
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد
في هذا المقال أتحدث عن : معنى الاستعاذة , وفضائلها ومواضعها , وصيغها , وحكمها .
أولا : تفسير ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
معاني الكلمات؟
أعوذ: أستجير وأتحصن
بالله: برب كل شيء والقادر على كل شيء والعليم بكل شيء وإله الأولين والآخرين
الشيطان: إبليس وذريته لعنهم الله
الرجيم: المرجوم , أي المبعد المطرود من كل رحمة وخير.
ثانيا : معنى الإستعاذة؟
أستجير وأتحصن بالله ربي من أجل أن يحميني ربي من الشيطان الرجيم كي لا يضلني فأهلك وأشقى
ثالثا : حكم الاستعاذة قبل قراءة القرآن ؟
الاستعاذة قبل قراءة القرآن سواء داخل الصلاة أو خارجها مستحبة , وهو مذهب جمهور العلماء , وهو الراجح .
رابعا : فضائل ومواضع الاستعاذة
1. عند قراءة القرآن في داخل الصلاة قبل قراءة الفاتحة .. أو خارج الصلاة قبل قراءة القرآن .. لقول الله عز وجل:
“فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ” , سورة النحل
2. عند الغضب , في الحديث عن سُلَيْمَانَ بن صُرَدٍ رضي الله عنه قال :
“كنت جَالِسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إني لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قَالَهَا ذَهَبَ عنه ما يَجِدُ لو قال أَعُوذُ بِاللَّهِ من الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عنه ما يَجِدُ ) فَقَالُوا له : إِنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال( تَعَوَّذْ بِاللَّهِ من الشَّيْطَانِ ) فقال : وَهَلْ بِي جُنُونٌ” , رواه البخاري ومسلم
3. عند دخول الخلاء: فعن أنس رضي الله عنه قال:
“كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الْخَلَاءَ قال ( اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ)” , رواه البخاري ومسلم
والخبث ذكور الشياطين .. والخبائث إناث الشياطين
4. عند نباح الكلاب ونهيق الحمير , قال صلى الله عليه وسلم :
“إذا سمعتم نِباحَ الكلابِ ونِهِيقَ الحمارِ بالليلِ فتعوذوا باللهِ فإنهنَّ يُرَيْنّ ما لا تَرَوْن” , رواه أبو داوود وصححه الألباني
5. عند الفزع والأرق , فعن عبد الله ابن عمرو قال :
“كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُنا كَلِماتٍ نَقولُهُنَّ عِندَ النومِ منَ الفَزَعِ بسمِ اللهِ أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن غضَبِه وعِقابِه وشرِّ عِبادِه ومِن هَمَزاتِ الشياطينِ وأنْ يَحضُرونِ قال فكان عبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو يُعَلِّمُها مَن بلَغ مِن ولَدِه أنْ يقولَها عِندَ نَومِه ومَن كان منهم صغيرًا لا يَعقِلُ أنْ يَحفَظَها كتَبها له فعَلَّقها في عُنُقِه” , رواه أحمد وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح
6. عند الرقية , عن عبد الله ابن عباس قال :
“كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يعوذُ الحسنَ والحسينَ ، ويقولُ : ( إنَّ أباكما كان يعوذُ بها إسماعيلَ وإسحاقَ : أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامةِ ، من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ )” , رواه البخاري
7. عند دخول المسجد :
” كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – يقولُ إذا دخل المسجدَ : أعوذُ باللهِ العظيمِ، وبوجهِه الكريمِ، وسلطانِه القديمِ، من الشيطانِ الرجيمِ، قال : فإذا قال ذلك ؛ قال الشيطانُ : حُفِظَ مِنِّي سائرَ اليومِ” , رواه أبو داوود وصححه الألباني
8. عند ورود الوساوس في الصلاة , في الحديث :
“أنَّ عثمانَ بن أبي العاصِ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ . إنَّ الشيطانَ قد حال بيني وبين صلاتي وقراءَتي . يُلَبِّسُها عليَّ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ” ذاك شيطانٌ يُقالُ له خَنزَبٌ . فإذا أحسستَه فتعوَّذْ بالله منه . واتفُل على يسارِك ثلاثًا ” فقال : ففعلتُ ذلك فأذْهَبَه اللهُ عني” , رواه مسلم
ما كيفية التفل عن اليسار ثلاثا؟
التفل : نفخ معه قليل من الريق .
جاء في “لسان العرب” (11 / 77) – مادة : “تفل” :
” التَّفْل : لا يكون إِلا ومعه شيء من الريق ، فإِذا كان نفخاً بلا ريق فهو النَّفْث” انتهى .
وإذا كان الرجل يصلي مع الجماعة فإنه لا يمكنه التفل عن يساره في الغالب ، لأنه يؤذي من على يساره ، إلا إذا كان هو آخر من في يسار الصف .. فإذا كان في جماعة فليتفل عن يساره في منديل حتى لا يؤذي من بجواره.
9. عند النزول بمكان معين , قال صلى الله عليه وسلم :
“من نزل منزلًا ثم قال : أعوذُ بكلماتِ اللهِ التاماتِ من شرِّ ما خلق ، لم يضرُّه شيءٌ ، حتى يرتحلَ من منزلِه ذلك” , رواه مسلم
10. عند وسوسة الشيطان وتشكيكه , قال صلى الله عليه وسلم :
“يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقولُ : مَن خلق كذا مَن خلق كذا ؟ حتى يقولَ : مَن خلق ربَّك ؟ فإذا بَلَغَهُ ، فلْيَسْتَعِذْ باللهِ ، ولْيَنْتَهِ” , رواه البخاري
خامسا : صيغ الاستعاذة الواردة في السنة
1- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
2- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم .
3- يزيد على الصيغة الثانية من همزه ونفخه ونفثه .
ومعنى الهمز : الوسوسة ، والنفخ : الكبر ، والنفث : الشِّعر المحرم .
خاتمة :
في هذا المقال تعرفنا على معنى الاستعاذة وفضائلها ومواضعها وحكمها وصيغها , فلا تجعل ما قرأته يقف عندك , وانشر هذا المقال لغيرك , فالدال على الخير كفاعله .
هذا والله عز وجل أعلم , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم