حكم الذبح عند شراء سيارة جديدة أو منزل جديد لمنع الحسد

السؤال:

بعض الناس عندما يشترون سيارة جديدة أو منزل جديد وما شابه يذبحون ذبيحة ويعتقدون أنها تمنع الحسد، بل بعضهم يأخذ من دم تلك الذبيحة ويضعه على السيارة الجديدة أو باب المنزل الجديد من أجل منع الحسد، فما حكم الإسلام في ذلك؟

الإجابة:

إن الذبح للسيارة الجديدة أو المنزل الجديد وما شابه لا يخلو من احتمالات ثلاثة:

أولاً: أن يكون الذبح للجن من أجل التقرب إليهم كي لا يؤذوه

في تلك الحال يكون شركاً بالله، والذبيحة حرام، لا يحل الأكل منها. ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله من ذبح لغير الله”، رواه مسلم.

من يريد الوقاية من الجن وشرورهم فعليه أن يستعين بالله خالق الجن والإنس والخلق كلهم، فهو وحده من يقدر على حمايتك من أذى الجن. فعليك بأذكار الصباح والمساء وأذكار ما قبل النوم، وقراءة سورة البقرة، وغير ذلك من الطرق المشروعة للوقاية من أذى الجن.

ثانياً: أن يكون الذبح من أجل الوقاية من العين والحسد

فهذا أيضا من الشرك بالله. فكيف لمسلم أن يعتقد أن ذبيحة تنفعه وتضره وتحميه من الحسد والعين! المسلم يوقن بأن الله تعالى وحده هو الذي يدفع الشر عن خلقه؛ قال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُو} [الأنعام:17].

من يريد أن يحميه الله من الحسد فعليه بالرقية الشرعية، وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، وأذكار الصباح والمساء، وعليه بالدعاء والاستعانة بالله أن يحميه من الحسد والعين، وعليه أيضا بالصدقة والإحسان وما شابه.

ثالثاً: أن يذبحها خالصة لوجه الله

شكراً له على نعمة السيارة الجديدة أو المنزل الجديد، فيدخل في تلك الحال في قوله تعالى: {اِعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:13]، وقوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7].

ولكن من غير تلطيخ السيارة بالدم النجس؛ لما فيه من الاعتقادات الشركية من إعتقاد أن ذلك يرد العين أو يدفع الجن, وأما اعتقاد أهل الإيمان فهو أن النافع والذي يحمينا من الأضرار هو الله وحده لا شريك له .

وعليه:

فالحكم في الذبح عند شراء منزل أو سيارة وما شابه ذلك يرجع لنية الذابح، فإن كان يذبح من أجل الوقاية من الجن أو لمنع العين والحسد، فهو شرك بالله، وإن كان خالصاً لوجه الله تعالى وشكراً له، فهو بِرٌّ، ولكن دون التلطيخ بالدم.

والله عز وجل أعلم .

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *