مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
في هذا المقال أتحدث عن : فضل الأذان وأجور المؤذنين , وفضل ترديد الأذان , وفضل الدعاء بين الأذان والإقامة , وفضل وأجر الإقامة
أولا : فضل الأذان وأجور المؤذنين
1 – دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمؤذنين بأن يغفر الله لهم ذنوبهم :
قال صلى الله عليه وسلم :
{ ( الْإِمَامُ ضَامِنٌ ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ ، اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ ) } , رواه أبو داوود والترمذي بإسناد صحيح
2 – المؤذنون من أرفع الناس منزلة ومكانة وشرفا يوم القيامة
قال صلى الله عليه وسلم :
«الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ». رواه مسلم.
ومعنى أطول الناس أعناقا : قال الإمام النووي : قيل معناه: أكثر الناس تشوفاً إلى رحمة الله تعالى؛ لأن المتشوف يطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه، فمعناه كثرة ما يرونه من الثواب , وقيل: معناه أنهم سادة ورؤساء، والعرب تصف السادة بطول العنق
: أي أن المؤذنين يكونون أصحاب شرف ومكانة عظيمة بين الناس يوم القيامة
وهذه المعاني يكمل بعضها بعضا , فكل هذا الخير يكون للمؤذنين يوم القيامة .
3 – الأجر العظيم للمؤذنين الذي لا يعلمه إلا الله
قال صلى الله عليه وسلم :
{ لو يعلم الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ، ثم لم يجدوا إلا أنْ يَسْتَهِموا عليه؛ لاسْتهموا } , رواه البخاري ومسلم
أي : لو يعلم الناس ما للمؤذنين وأصحاب الصف الأول في صلاة الجماعة من الأجور العظيمة : لتسابقوا على هذا الخير تسابقا شديدا لدرجة أن يقترعوا , أي : يقوموا بعمل قرعة من يؤذن ومن يقف في الصف الأول ..
4 – كل المخلوقات التي تسمع المؤذن ستشهد له بالخير يوم القيامة
قال صلى الله عليه وسلم :
{ “لا يسمعُ مدى صوتِ المؤذنِ جِنٌّ ولا إنسٌ ولا حَجَرٌ ولا شَجَرٌ ولا شيءٌ؛ إلا شَهِدَ له يومَ القيامةِ” }
رواه النسائي وابن ماجة وغيرهما بإسناد صحيح .
5 – الأذان من أسباب مغفرة الذنوب , وكل المخلوقات التي تسمع المؤذن ستستغفر له
قال صلى الله عليه وسلم :
{ يُغفَرُ للمؤذن مُنتهى أذانه، وَيستغفرُ له كلُّ رَطبٍ ويابسٍ سَمِعه }
رواه أحمد في المسند بسند صحيح
6 – المؤذن يأخذ مثل أجور من يصلي معه
قال صلى الله عليه وسلم :
{ المؤذنُ له [مثل] أجر من صلّى معه” .
رواه أحمد والنسائي بإسناد حسن
فتخيلوا هذا الأجر العظيم : لو صلى مع المؤذن خمسون شخص أو مئة أو خمسمئة أو ألف الخ , فإنه يأخذ أجر صلاته ومثل أجور جميع من صلى معه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا .
7 – المداومة على الأذان 12 سنة فأكثر من أسباب دخول الجنة , وللمؤذن بكل أذان وإقامة 90 حسنة , أي من يؤذن ويقيم في الخمس أوقات يُكتَب له في كل يوم ( 450 ) حسنة
والدليل على ذلك :
قال صلى الله عليه وسلم :
{ “من أذن اثْنتيْ عشرةَ سنة، وجبتْ له الجنةُ، وكُتِبَ له بتأذينه في كل يوم ستون حسنةً، وبكل إقامةٍ ثلاثون حسنةً”
رواه ابن ماجه والدارقطني والحاكم بإسناد صحيح .
ثانيا : فضل ترديد الأذان
1 – ترديد الأذان من أسباب نيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ إذا سمعتم المؤذنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ، ثم صلُّوا عليَّ؛ فإنه من صلّى عليَّ صلاةً صلّى الله [عليه] بها عشراً، ثم سلُوا الله لي الوسيلةَ؛ فإنّها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أنْ أكون أنا هو، فمَن سأل [الله] لي الوسيلة حلّت له الشفاعةُ }
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنَّسائي.
ما معنى صلاة الله على العبد ؟
* ثناء الله على عبده في الملأ الأعلى , ورحمات متتاليات ينزلها الله على عبده .
وهل يحتاج النبي صلى الله عليه وسلم لدعائنا له بالوسيلة ؟
* لا طبعا , فالنبي صلى الله عليه وسلم سيبلغ درجة الوسيلة التي هي أعلى درجات الجنة , سواء دعونا له بذلك أم لا , ولكن حين نسأل الله الوسيلة لسيدنا محمد : فإن الفائدة ستعود علينا نحن , بأن ننال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
ويدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ سلوَا الله لي الوسيلة، فإنّه لم يسألْها لي عبدٌ في الدنيا؛ إلا كنتُ له شفيعاً يوم القيامة }
رواه الطبراني بإسناد حسن .
فما هي صيغة الدعاء بالوسيلة لنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
= قال صلى الله عليه وسلم :
{ مَن قال حين يسمعُ النداءَ: (اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة، والصلاةِ القائمة، آتِ محمداً الوسيلةَ والفضيلةَ، وابْعثه مقاماً محموداً الذي وعدتَه)؛ حلَّت له شفاعتي يوم القيامة }
رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
فحتى تنال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم بسبب ترديد الأذان : تحافظ على فعل ثلاثة أمور
أولا : تردد الأذان
ثانيا : بعد الأذان تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم , بأي صيغة معناها صحيح , وأفضلها الصيغة التي نقولها في التشهد
ثالثا : تسأل الله الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم
إن حافظت عند كل أذان على هذه الأمور الثلاثة , فزت بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
2 – ومن فضائل ترديد الأذان : أن المحافظة على ترديد الأذان من أسباب دخول الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ إذا قال المؤذِّن: (الله أكبرُ الله أكبرْ)، فقال أحدكم: (الله أكبرُ الله أكبرْ)، ثم قال: (أشهدُ أنْ لا إله إلا الله)، قال: (أشهدُ أنْ لا إله إلا الله)، ثم قال: (أشهد أنّ محمداً رسولُ الله)، قال: (أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله)، ثم قال: (حيَّ على الصلاةِ)، قال: (لا حول ولا قوةَ إلا بالله)، ثم قال: (حيَّ على الفلاح)، قال: (لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله)، ثم قال: (الله أكبرُ الله أكبر)، قال: (الله أكبرُ الله أكبر)، ثم قال: (لا إله إلا الله)، قال: (لا إله إلا الله) مِن قلبه ( أي خالصا من قلبه مع الترديد بلسانه ) ؛ دخل الجنةَ }
رواه مسلم وأبو داود والنسائي .
3 – أن ترديد الأذان من أسباب إجابة الدعاء
في الحديث أنّ رجلاً قال:
يا رسولَ الله إن المؤذّنين يَفْضُلونَنَا ( أي يفوزون بأجور وحسنات أكثر منا ) , فقال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – : { قلْ كما يقولون، فإذا انتهيتَ فَسَلْ؛ تُعطَه }
رواه أبو داوود والنسائي وابن حبان بإسناد صحيح .
أي : إن قمت بترديد الأذان ودعوت بعده , فإن الدعاء مستجاب .
4 – أن ترديد الأذان من أسباب مغفرة الذنوب
قال صلى الله عليه وسلم :
{ من قال حين يَسمَعُ المؤذنَ: (وأنا أشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رسولاً)؛ غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه }
رواه مسلم .
أي : من يقوم بترديد الأذان , ثم يقول بعد الأذان هذا الذكر الوارد في الحديث : فإن ذلك من أسباب مغفرة الذنوب .
ثالثا : فضل الدعاء بين الأذان والإقامة
1 – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ الدعاءُ بين الأذان والإقامة لا يُردُّ , فادْعوا }
رواه ابن حبان وابن خزيمة وأحمد بإسناد صحيح .
2 – في الحديث أنّ رجلاً قال:
يا رسولَ الله إن المؤذّنين يَفْضُلونَنَا ( أي يفوزون بأجور وحسنات أكثر منا ) , فقال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – : { قلْ كما يقولون، فإذا انتهيتَ فَسَلْ؛ تُعطَه }
رواه أبو داوود والنسائي وابن حبان بإسناد صحيح .
أي : إن قمت بترديد الأذان ودعوت بعده , فإن الدعاء مستجاب .
3 – ومن الممكن أن تجمع بين سببين لإجابة الدعاء في هذا الوقت المبارك .
وذلك أن تدعو وأنت ساجد أثناء صلاة السنة
فبذلك أنت جمعت بين سببين لإجابة الدعاء :
السبب الأول : أنك بين الأذان والإقامة , وهذا كما سبق من أعظم أوقات إجابة الدعاء .
والسبب الثاني : أنك ساجد
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ أقربُ ما يكون العبدُ مِن ربهِ عز وجل وهو ساجدٌ، فأكثِروا الدُّعاءَ } , رواه مسلم .
رابعا : فضل الإقامة للصلاة
قال صلى الله عليه وسلم :
{ “إذا ثُوَّبَ بالصلاةِ فُتحتْ أبوابُ السماء، واستُجيبَ الدعاءُ”. }
رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح
التثويب هو الإقامة للصلاة
فالمعنى : أن وقت الإقامة تفتح أبواب السماء ويُستَجاب الدعاء .
خاتمة
في هذا المقال تعرفنا على الأجور العظيمة لمن يؤذن , ومن يردد الأذان , ومن يدعوا بين الأذان والإقامة , وتعرفنا على فضل وأجر الإقامة , فلا تجعل هذا الخير يقف عندك وانشر المقالة لغيرك , فالدال على الخير كفاعله .
هذا وصلى الله على سيدنا محمد , والحمد لله رب العالمين .