البسملة البسملة

البسملة فضائل وأحكام

جدول المحتوي

مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

في هذا المقال أتحدث عن بعض معاني البسملة وفضائلها وبركاتها وأحكامها وأثرها العظيم في حياة المسلم

أولا : معنى بسم الله الرحمن الرحيم

أي : أبدأ قولي أو فعلي باسم الله كي ألتمس البركة والقوة والعون منه سبحانه

فهناك فعل محذوف من البسملة تقديره يختلف باختلاف حال الشخص , مثل : أقرأ باسم الله , أكتب باسم الله , آكل باسم الله , أشرب باسم الله , أركب باسم الله , الخ

ومعنى لفظ الجلالة ( الله ) : أي المألوه المحبوب المعبود الذي تتوجه إليه القلوب بالمحبة والتعظيم والطاعة والعبادة

( الرحمن ) : هو إسم من أسماء الله الخاصة به سبحانه.. أي واسع الرحمة الذي تتسع رحمته لجميع خلقه , البار والفاجر، المؤمن والكافر، الإنس والجن , الحيوانات والطيور , وجميع المخلوقات , فلا مخلوق إلا وقد وصلت إليه رحمة اللّه، وغمره فضله وإحسانه , هذه الرحمة الشاملة لجميع الخلق تكون في الدنيا , قال الله :

{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } , الأعراف 106

( الرحيم ) : اأي الذي لا يرحم من عباده إلا المؤمنين , وهذا في الآخرة , ولهذا قال الله

{ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } , الأحزاب (43)

وقال عز وجل :

{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ? فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ } , الأعراف ( 106/107 }

إذن فالفرق بين الرحمن والرحيم , أن الرحمن أي صاحب الرحمة العامة التي تشمل جميع الخلق في الدنيا , أما الرحيم , أي صاحب الرحمة الخاصة التي يترتب عليها سعادة الدنيا والآخرة فلا تكون إلا للمؤمنين , وعلى ذلك فالكفار لا تشملهم رحمة الله في الآخرة، ولا يدخلون الجنة إذا ماتوا على كفرهم.

ثانيا : هل البسملة آية من الفاتحة ؟

الجواب : الراجح ما ذهب إليه الإمام أبو حنيفة وغيره أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا آية في بداية كل سورة بل هي آية مستقلة بذاتها نزلت للفصل بين السور
والدليل على أنها آية من القرآن : أن الصحابة كتبوها في المصحف
و ايضاً الدليل على أنها آية مستقلة بنفسها وليست تابعة لأي سورة : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال

“كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا يعرِفُ خاتمةَ السُّورةِ حتَّى تَنزِلَ بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فإذا أُنزلت بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ علِمَ أنَّ السُّورةَ قد خُتِمَتْ وابتُدِئتْ سُورَةٌ أخرى” , قال الهيثمي : إسناده صحيح

وفي رواية أيضا عن ابن عباس رضي الله عنه قال :

“كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – لا يَعْرِفُ فَصْلَ السورةِ ؛ حتى يَنْزِلَ عليه {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }” , قال الألباني في مشكاة المصابيح : إسناده صحيح على شرط الشيخَين.

والدليل على أنها ليست آية من الفاتحة , ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي “

وجه الدلالة : المراد بالصلاة التي قسمها الله بينه وبين عبده : هي الفاتحة , ولم يذكر بسم الله الرحمن الرحيم , فدل ذلك على أنها ليست آية من الفاتحة.
وأما حديث : “إذا قرأتم {الْحَمْدُ للهِ} فاقرؤوا {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} , إنَّها أمُّ القرآنِ وأمُّ الكتابِ والسَّبعُ المثاني , و{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أحدُ آياتِها” , فلا يصح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , بل الصحيح أنه موقوف على أبي هريرة كما ذهب إلى ذلك الدار قطني في العلل , وابن رجب في فتح الباري , والعيني في نخب الأفكار , وابن القطان في الوهم والإيهام , والذهبي وغيرهم , بل قال الذهبي في تنقيح التحقيق :1/144 : الصحيح وقفه إن صح.
تنبيه :
الجزء الذي ضعفه كثير من المحدثين هو فقط : “وبسم الله الرحمن الرحيم أحد آياتها  , وأما بقية الحديث أن الفاتحة أم القرآن والسبع المثاني والقرآن العظيم , فهذه الفضائل للفاتحة ثبتت في أحاديث أخرى صحيحة.

يقول قائل : كيف لا تكون البسملة من الفاتحة والفاتحة هي السبع المثاني , أي آياتها سبع , فإن لم تكن البسملة من آياتها فسيختل عدد الآيات !؟

الجواب : تعالوا معي نقسمها من حيث المعنى ومن حيث اللفظ كما قال العلماء
أما تقسيمها من حيث المعنى : فالفاتحة سبع آيات باتفاق العلماء , وإذا أردت أن توزع سبع الآيات على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: { إياك نعبد وإياك نستعين } وهي الآية التي قال الله فيها: “قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين“؛ لأن { الحمد لله رب العالمين }: واحدة؛ { الرحمن الرحيم }: الثانية؛ { مالك يوم الدين }: الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ { إياك نعبد وإياك نستعين }: الرابعة . يعني الوسَط؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ { اهدنا الصراط المستقيم } للعبد؛ { صراط الذين أنعمت عليهم } للعبد؛ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } للعبد.. فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد . وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه . وهي الرابعة الوسطى

أما تقسيمها من جهة السياق من حيث اللفظ: فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل..
فالأدلة , وسياق الفاتحة منحيث المعنى , وحتى سياق الفاتحة من حيث اللفظ , كل هذا يدل على أن البسملة ليست آية من الفاتحة.

يقول قائل آخر : أليست البسملة آية رقم واحد في الفاتحة في المصحف ؟ , فهذا دليل على أنها آية من الفاتحة !؟

الجواب : قد عد المصحف المكي والكوفي (البسملة) آية وأسقطأَنعَمتَ عَلَيهِمْ“، من العدد، وعد المصحف المدني الأول والأخير والبصري والشامي “أَنعَمتَ عَلَيهِمْ” آية، وأسقط (البسملة) من العدد . والمصحف الذي بين أيدينا برواية (حفص عن عاصم) الكوفي، وهو يعد (البسملة) آية من الفاتحة، ولا يعد “أَنعَمتَ عَلَيهِمْ” , بل يجعلونها جزء من الآية الأخيرة .

فكما أن المسألة خلافية بين الفقهاء , فأيضا هي خلافية بين القراء , وكون البسملة آية من الفاتحة أم لا هي مسألة فقهية بالأساس , لأنها يترتب عليها صحة الصلاة من عدمها , والراجح في المسألة ما تم ذكره في البوست أن البسملة آية من القرآن ولكن نزلت للفصل بين السور , وليست آية في بداية أي سورة من القرآن , وليست آية من الفاتحة

وعلى هذا .. فيستحب قراءة البسملة في بداية الفاتحة وكل سور القرآن إلا سورة براءة ( التوبة ) , كما أجمع المسلمون أن البسملة آية من سورة النمل الواردة في قوله عز وجل ( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم )

ثالثا : لماذا لا نقرأ البسملة في بداية سورة التوبة؟

الجواب : لأن الصحابة تلقوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم هكذا ,فهو أمر توقيفي .. وقد علل ذلك بعض العلماء فقالوا : لأن بداية سورة التوبة حديث عن الأمر بقتال المشركين الذين آذوا المسلمين ونقضوا العهود فلم يناسب الإبتداء بالبسملة التي فيها الرحمة مع الأمر بقتال المشركين وعقابهم على خيانتهم ونقض عهودهم , وأيضا لأن أغلب آيات سورة التوبة تتحدث عن المنافقين وفضحهم , فلم يناسب ذكر البسملة التي فيها الرحمة مع فضح المنافقين والحديث عن عذابهم في الآخرة .. لذلك لا يستحب العلماء قراءة البسملة لا في بداية سورة التوبة ولا عند البدء بأي آية منها أيضا , لأن ذكر الرحمة مع المنافقين والمشركين الذين نقضوا العهود لا يصح

رابعا : حكم ترك البسملة عند قراءة الفاتحة في الصلاة ؟

الجواب : الراجح من كلام العلماء كما سبق أن البسملة ليست آية من الفاتحة بل آية مستقلة نزلت للفصل بين السور , فبالتالي حكم قراءتها في الفاتحة : الإستحباب , وأن الذي لا يقرأ بالبسملة قبل فاتحة الكتاب في الصلاة .. صلاته صحيحة ولكن أجره ناقص بسبب تركه للسنة .

خامسا : هل يجهر الإمام بالبسملة في الصلوات الجهرية أم يقرأها سرا ؟

الإجابة : الجهر بالبسملة قبل قراءة الفاتحة قد وقع فيه الخلاف بين العلماء , فمنهم من قال أن الجهر بالبسملة سنة ، ومنهم من قال السنة الإسرار.

قال الإمام ابن قدامة: ولا تختلف الرواية عن أحمد أن الجهر بها غير مسنون. قال الترمذي: وعليه العمل عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم من التابعين، منهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ. وذكره ابن المنذر عن ابن مسعود، وابن الزبير، وعمار، وبه يقول الحكم، وحماد، والأوزاعي، والثوري، وابن المبارك، وأصحاب الرأي. ويروى عن عطاء، وطاووس، ومجاهد، وسعيد بن جبير: الجهر بها وهو مذهب الشافعي , انظر المغني (1/521)

والراجح أنه يجوز الجهر بالبسملة ويجوز الإسرار بها , فكان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بها أحيانا ويقرأها سرا أحيانا .. ولكن في أكثر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يجهر بها بل كان يقرؤها سرّاً .

الدليل على جواز الجهر بالبسملة أحيانا : عن نعيم بن المجمر رضي الله عنه قال:

“صلَّيتُ وراءَ أبي هريرةَ فقرَأ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ثم قرَأ بأُمِّ القُرآنِ حتى بَلَغَ ( وَلَا الضَّالِّين ) فقال : آمينَ . ثم يقولُ إذا سلَّمَ : والذي نَفسي بيَدهِ إنِّي لأشبَهُكم صلاةً برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم” , إسناده صحيح كما قال الإمام النووي وابن حجر رحمهما الله

وجه الدلالة : أن أبى هريرة جهر بالبسملة في الصلاة وقال : هكذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والدليل على أن غالب فعل النبي صلى الله عليه وسلم هو الإسرار بالبسملة وعدم الجهر بها : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :

“صليتُ خَلْفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ فلم يَجهروا ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ” , صححه الشيخ الألباني وغيره.

وما أحسن ما قاله الإمام ابن القيم في كتابه زاد المعاد : وكان صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم تارة، ويخفيها أكثر مما يجهر بها , انظر زاد المعاد (1/ 206- 207).

سادسا : بركات وفضائل البسملة , والمواضع التي يجب أو يستحب ذكرها فيها

قال صلى الله عليه وسلم : “كلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدأُ فيه ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فَهُوَ أقطعُ” , حسنه بعض المحدثين كالإمام النووي وغيره

ومعنى “ذي بال ” , أي ذي شأن
ومعنى “أقطع” , أي مقطوع عنه البركة
فيفيد الحديث أن نبدأ كل أمورنا ذات الشأن بالنسبة لنا ب”بسم الله الرحمن الرحيم ” , حتى يبارك الله لنا .

مواضع استحباب البسملة

أولا : عند الأكل والشرب

عن عُمَر بْنَ أَبِي سَلَمَةَ قال :

(( كُنْتُ غُلامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا غُلامُ سَمِّ اللَّهَ ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ ، فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ )) , رواه البخاري ومسلم

وإذا نسى التسمية في بداية الطعام ، فليقل عند تذكره : بسم الله في أوله وآخره

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ , فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّلِهِ , فَلْيَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ )) , رواه أبو داوود والترمذي وابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الترمذي

التسمية سبب في كفاية الطعام وحصول البركة :
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها :

(( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ طَعَامًا فِي سِتَّةِ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ لَكَفَاكُمْ , فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ , فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ , فَلْيَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ))

رواه ابن ماجة والترمذي وأحمد وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة

إذن , فمن فوائد التسمية على الطعام والشراب أربعة فوائد

  1. 1 – تأخذ أجر ذكر الله
  2. تأخذ أجر إتباع السنة
  3. سبب أن لا يأكل ولا يشرب الشيطان معك
  4. سبب في أن يبارك الله لك في طعامك وشرابك.

ثانيا : عند دخول البيت

قال صلى الله عليه وسلم :

((إذا دخل الرجلُ بيتَه ، فذكر اسمَ اللهِ تعالى حين يدخلُ وحين يطعَمُ ، قال الشيطانُ : لا مَبيتَ لكم ولا عشاءَ ههنا ، وإن دخل فلم يذكرِ اسمَ اللهِ عند دخولِه ، قال الشيطانُ : أدركتُم المبيتَ ، وإن لم يذكرِ اسمَ اللهِ عندَ مطعمِه قال : أدركتُم المبيتَ والعَشاءَ))

صححه الألباني في صحيح الجامع

إذن فمن فوائد البسملة عند دخول البيت أربعة فوائد:

  1. تأخذ أجر ذكر الله
  2. تأخذ أجر إتباع السنة
  3. طرد الشياطين من البيت
  4. أن يبارك الله في بيتك وأهلك.

ثالثا : عند الخروج من البيت

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :

ما خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنْ بيْتِي قَطُّ إلَّا رفع طرْفَهُ إلى السماءِ فقال : {اللهمَّ إِنَّي أعوذُ بِكَ أنْ أَضِلَّ أوْ أُضَلَّ ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ ، أَوْ أَظْلِمَ أُوْ أُظْلَمَ ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ}

رواه أبو داوود والترمذي والنسائي وغيرهم وصححه الألباني في صحيح الكلم الطيب

وقال صلى الله عليه وسلم :

{إذا خرج الرجلُ من بيتِهِ فقال : بِسْمِ اللهِ، توكلتُ على اللهِ، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ . قال : يُقالُ حِينَئِذٍ : هُدِيتَ وكُفِيتَ ووُقِيتَ، فتَتَنَحَّى له الشياطينُ، فيقولُ شيطانٌ آخَرُ : كيف لك برجلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ ؟}

رواه أبو داوود وصححه الألباني

إذن فذكر الخروج من البيت من مجموع الروايتَين هو :

“بسم الله , توكلت على الله , لا حول ولا قوة إلا بالله , اللهم إني أعوذ بك أن أَضِل أو أُضَل , أو أَزِل أو أُزَل , أو أَظلِم أو أُظلَم , أو أَجهل أو يُجهَلَ علي”

ومن فوائد هذا الذكر ست فوائد:

1 – أجر ذكر الله
2 – أجر إتباع السنة
3 – أن يُقال لك : كُفيت
أي : كفيت حاجتك وهمك فسييسر الله لك ما خرجت من أجله
4 – أن يقال لك : وقيت
أي : حُفظت من كل شر من وقت خروجك من البيت وحتى عودتك إليه .
5 – أن يقال لك : هديت
أي : هديت إلى الحق والخير من وقت خروجك من البيت وحتى عودتك إليه .
6 – ويتنحى عنك الشيطان

أي : يحفظك الله من وساوس وأذى الشياطين من حين خروجك من البيت وحتى عودتك إليه .

رابعا , عند إنكشاف عورتك

قال صلى الله عليه وسلم :

{سَتْرُ ما بينَ أَعْيُنِ الجِنِّ و عَوْرَاتِ بَنِي آدمَ إذا وضعَ أحدُهُمْ ثَوْبَهُ أنْ يقولَ : بسمِ اللهِ} , صححه الألباني في صحيح الجامع

إذن فمن فوائد البسملة عند خلع ثيابك وانكشاف عورتك ثلاث فوائد
1 – تأخذ أجر الذكر
2 – تأخذ أجر اتباع السنة
3 – يحفظك الله من أذى الشياطين والجن بأن يعمي أعينهم عنك.

خامسا : : عند دخول الخلاء

قال صلى الله عليه وسلم :

{سَترُ ما بين أعينِ الجنِّ، وعوْراتِ بني آدمَ، إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ} , صححه الألباني في صحيح الترمذي.

وكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا دخلَ الخلاءَ قال : {اللهم إني أعوذُ بك مِن الخُبْثِ، والخبائثِ} , رواه مسلم.
والخبث هم : ذكور الشياطين
والخبائث هم : إناث الشياطين
إذن فالذكر الوارد عند دخول الخلاء من مجموع الروايتَين أن نقول عند الدخول : “بسم الله , اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث
ومن فوائد هذا الذكر عند دخول الخلاء ثلاث فوائد
1 – أجر الذكر
2 – أجر اتباع السنة
3 – أن يحميك الله من أذى الجن والشياطين ويعمي أبصارهم عنك .

سادسا : قبل الوضوء

قال صلى الله عليه وسلم : {لا صلاةَ لمَن لا وُضوءَ لهُ ، و لا وُضوءَ لمَن لَم يذْكرِ اسمَ اللهِ علَيهِ} , قال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب : حسن لغيره

إذن ففوائد البسملة قبل الوضوء التي أعلمها فائدتان
1 – أجر الذكر
2 – أجر اتباع السنة

سابعا : عند الجماع

قال صلى الله عليه وسلم :

{لو أنَّ أحَدَهم إذا أراد أن يَأتِيَ أهلَه قال: باسمِ اللهِ، اللَّهمَّ جَنِّبْنا الشَّيطانَ، وجنِّبِ الشَّيطانَ ما رَزقتَنا؛ فإنَّه إن يُقدَّرْ بينَهما ولَدٌ في ذلك لم يَضُرَّه شيطانٌ أبدًا} , رواه البخاري ومسلم

إذن فمن فوائد هذا الذكر عند الجماع أربعة فوائد

1 – أن تأخذ أجر ذكر الله
2 – أن تأخذ أجر إتباع السنة
3 – أن لا يشاركك الشيطان جماع أهلك
4 – إن رُزِقتما مولودا بسبب هذا الجماع , فسيحفظه الله من وساوس الشياطين وأذاهم , وسيكون من الذين قال الله عنهم : {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا} , سورة الإسراء (65) .

ثامنا : عند ركوب الدواب أو أي وسيلة من وسائل المواصلات الحديثة

فقد ثبت :

{أن عليًّا – رَضِيَ اللهُ عنه – , أُتِيَ بدابَّةٍ ليَرْكَبَها, فلما وضع رِجْلَه في الرِّكابِ ؛ قال : بسمِ اللهِ, فلما استوى على ظهرِها قال : الحمدُ للهِ, ثم قال : ( سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ . وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ) , ثم قال : الحمدُ للهِ ثلاثًا, واللهُ أكبرُ ثلاثًا, سبحانك إني ظلمتُ نفسي, فاغفِرْ لي ذنوبي, فإنه لا يَغْفِرُ الذنوبَ إلا أنت, ثم ضَحِكَ ؛ فقيل من أيِّ شيءٍ ضَحِكْتَ يا أميرَ المؤمنينَ ؟ ! قال رأيتُ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – صنع كما صَنَعْتُ, ثم ضَحِكَ, فقلتُ : من أيِّ شيءٍ ضَحِكْتَ يا رسولَ اللهِ ؟ ! قال إن ربَّك لَيَعْجَبُ من عبدِه إذا قال : ربِّ ! اغفِرْ لي ذنوبي, يقولُ اللهُ : عبدي يعلمُ أن الذنوبَ لا يَغْفِرُها أحدٌ غيري} , قال

الشيخ الألباني في تخريج مشكاة المصابيح : حسن صحيح .

إذن فمن فوائد هذا الذكر عند ركوب الدواب أو المواصلات فائدتان
1 – أجر الذكر
2 – أجر إتباع السنة .

تاسعا : عند دفن الميت

ففي الحديث :

{أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا أُدْخِلَ الميِّتُ القبرَ قالَ : بسمِ اللَّهِ , وباللَّهِ , وعلى ملَّةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ} , صححه الألباني في صحيح الترمذي.

إذن فمن فوائد البسملة عند دفن الميت فائدتان
1 – أجر الذكر
2 – أجر إتباع السنة .

عاشرا : البسملة تحفظ الإنسان من كل سوء

قال صلى الله عليه وسلم :

{ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ : بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، وهو السميعُ العليمُ، ثلاثَ مراتٍ ؛ فيَضُرَّه شيءٌ}

رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وغيرهم وصححه الألباني.

إذن فمن فوائد هذا الذكر ثلاث فوائد
1 – تأخذ أجر الذكر
2 – تأخذ أجر إتباع السنة
3 – إن حافظت عليه صباحا ومساءا يحفظك الله من كل سوء.

الحادي عشر : عند إغلاق الأبواب وتغطية الأواني

قال صلى الله عليه وسلم :

{إذا كان جنحُ الليلِ – أو أمسيتم – فكفُّوا صبيانكم . فإنَّ الشيطانَ ينتشرُ حينئذٍ . فإذا ذهب ساعةٌ من الليلِ فخلُّوهم . وأغلقوا الأبوابَ . واذكروا اسمَ اللهِ . فإنَّ الشيطانَ لا يفتحُ بابًا مغلقًا . وأَوْكُوا قِرَبَكم . واذكروا اسمَ اللهِ . وخمِّروا آنيتِكم . واذكروا اسمَ اللهِ . ولو أن تَعرضوا عليها شيئًا . وأطفؤا مصابيحَكم }

رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.

لهذا الحديث فوائد كثيرة
فمن فوائد التسمية عند غلق الأبواب ثلاث فوائد
1 – أجر الذكر
2 – أجر اتباع السنة
3 – أن التسمية تجعل الشيطان يعجز عن فتح الأبواب

فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم “فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا “ , أي : إن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا قد ذُكِرَ إسم الله عليه , لما جاء في حديث آخر , قال صلى الله عليه وسلم : {أجيفوا الأبواب واذكروا اسم الله عليها؛ فإن الشيطان لا يفتح بابا أُجيف وذُكِرَ اسم الله عليه} , رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وصححه ابن حبان والحاكم والألباني.
قال ابن حجر في الفتح: ذكر اسم الله يحول بين الشيطان وبين فعل هذه الأشياء، ومقتضاه أنه يتمكن من كل ذلك إذا لم يُذكر اسم الله .

وأما تغطية القدور والأواني وذكر إسم الله عند تغطيتها فمن فوائد ذلك أربعة فوائد
1 – أجر الذكر
2 – أجر إتباع السنة
3 – أن يُحفظ ما في داخل الأواني والقدور من عبث الشيطان بها
4 – أن يُحفظ ما في الأواني والقدور من أن يسقط فيها أذى يصيب الإنسان بالأمراض

قال صلى الله عليه وسلم :

{غَطُّوا الإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، فَإنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لاَ يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلاَّ نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذلِكَ الْوَبَاءِ} , رواه مسلم

فكم أصيب الكثيرون بأمراض متعددة بسبب غفلتهم عن هذه السنة العظيمة .

الثانية عشر : للإستشفاء والرقية

إذا كان أحد منا مريضا أو أحد من أهلينا أو أحبابنا كان مريضا .. فارقي نفسك أو أهلك وأحبابك بهذه الرقية التي رقى جبريل عليه السلام بها نبينا صلى الله عليه وسلم
ففي الحديث :

{أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا محمدُ ! اشتكيتَ ؟ فقال ” نعم ” قال : باسمِ اللهِ أرقيكَ . من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ . من شرِّ كل نفسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يشفيكَ . باسمِ اللهِ أَرْقِيكَ .} , رواه مسلم

وكذلك إذا إشتكى أحد من ألم في جسده فعليه بهذا الحديث

{عن عثمانَ بنِ أبي العاصِ الثَّقفيِّ ؛ أنه شكا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجعًا ، يجدُه في جسدِه منذ أسلمَ . فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ” ضَعْ يدَك على الذي تألَّم من جسدِك . وقلْ : باسم اللهِ ، ثلاثًا . وقل ، سبعَ مراتٍ : أعوذُ باللهِ وقدرتِه من شرِّ ما أجدُ وأُحاذِرُ ” .} , رواه مسلم

وفي رواية للترمذي , قال عثمان رضي الله عنه :

{أتاني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وبي وجَعٌ قد كان يُهلِكُني ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : امسَحْ بيمينِكَ سبعَ مرَّاتٍ وقل : أعوذُ بعزَّةِ اللَّهِ وقدرتِهِ وسُلطانِهِ مِن شرِّ ما أجدُ قالَ : ففَعلتُ فأذهبَ اللَّهُ ما كانَ بي ، فلَم أزَلْ آمرُ بهِ أهْلي وغيرَهُم} , صححه الألباني في صحيح الترمذي

فمن مجموع الروايتين : إذا أصيب أحد بألم في جسده فليمسح بيمينه على موضع الألم وهو يقول : بسم الله ثلاث مرات , أعوذ بعزة الله وقدرته وسلطانه من شر ما أجد وأحاذر .. يكررها سبع مرات , وليقلها بيقين وليس على سبيل التجربة , لأن كلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لا يُجَرَّب , فإن فعل ذلك بيقين فسيشفى بإذن الله.
إذن , فمن فوائد هذه الأذكار والرقى الشرعية ثلاث فوائد
1 – تأخذ أجر ذكر الله
2 – تأخذ أجر إتباع السنة
3 – يعجل الله شفاءك مما أنت فيه.

الرابعة عشر : البسملة عند النوم

قال صلى الله عليه وسلم :

{إذا أوى أحدُكم إلى فراشِه ، فليأخذْ داخِلةَ إزارِه ، فلينفُضْ بها فراشَه ، وليسمِّ اللهَ . فإنه لا يعلمُ ما خلَفه بعده على فراشِه . فإذا أراد أن يضطجعَ ، فليضطجعْ على شقِّه الأيمنِ . وليقلْ : سبحانك اللهمَّ ! ربي بك وضعتُ جنبي . وبك أرفعُه . إن أمسكتَ نفسي ، فاغفرْ لها . وإن أرسلتَها ، فاحفظْها بما تحفظُ به عبادَك الصالحين } , رواه مسلم

وفي الحديث أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

{كان إذا أخذ مضجعَه من الليلِ قال: بسم اللهِ وضعتُ جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخْسئْ شيطاني، وفكَّ رِهاني، واجعلني في النديِّ الأعلى}

صححه الألباني في صحيح أبي داوود

ومعنى : واجعلني في الندي الأعلى , أي : في الملأ الأعلى من الملائكة , ذكره النووي في الأذكار وغيره .
إذن فمن فوائد نفض الفراش مع البسملة ثلاث فوائد
1 – أجر الذكر
2 – أجر إتباع السنة
3 – أن يحميك الله من أذى الجن الذين قد يكونون موجودين على الفراش , وكذلك يحميك الله من أذى بعض الحشرات أو عقرب أو حية وغير ذلك من المؤذيات التي قد تكون موجودة على الفراش دون أن تعلم .

الخامسة عشر : عند التعثر

عَنْ رَدِيفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( عَثَرَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارُهُ فَقُلْتُ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ تَعِسَ الشَّيْطَانُ تَعَاظَمَ وَقَالَ بِقُوَّتِي صَرَعْتُهُ وَإِذَا قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ تَصَاغَرَ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الذُّبَابِ ))

صححه الألباني في صحيح أبي داوود .

إذن فمن فوائد البسملة عند التعثر ثلاث فوائد
1 – أجر الذكر
2 – أجر إتباع السنة
3 – أن يتصاغر الشيطان وينهزم حتى يكون مثل الذباب .

السادسة عشر : عند دخول المسجد والخروج منه

وردت فيه روايات كثيرة فحتى لا أطيل عليكم سأذكر لكم الدعاء الوارد من مجموع الروايات الصحيحة والحسنة .
نقول عند الدخول :

“بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك , أعوذ بالله العظيم , وبوجهه الكريم , وسلطانه القديم , من الشيطان الرجيم”

وعند الخروج من المسجد نقول :

“بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك , اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم”

إذن فمن فوائد هذا الذكر عند الدخول للمسجد والخروج منه ثلاث فوائد
1 – أجر الذكر
2 – أجر إتباع السنة
3 – أن يحفظك الله من الشيطان طوال يومك , كما جاء من حديث عبد الله ابن عمرو , قال صلى الله عليه وسلم : {فإذا قال ذلك قال الشيطانُ: حُفِظَ مني سائرَ اليومِ.} , صححه الألباني في صحيح أبي داوود .

السابعة عشر : عند الغزو

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم :

{إذا أمَّرَ أميرًا على جيشٍ أو سريةٍ ، أوصاه في خاصتِه بتقوى اللهِ ومن معه من المسلمين خيرًا . ثم قال ( اغزوا باسمِ اللهِ في سبيلِ اللهِ . قاتِلوا من كفر باللهِ . اغزوا ولا تَغُلُّوا ولا تغدِروا ولا تُمَثِّلوا ولا تقتلوا وليدًا …الحديث } , رواه مسلم .

فمن فوائد البسملة عند بداية الغزو ثلاث فوائد
1 – أجر الذكر
2 – أجر إتباع السنة
3 – حصول البركة بذكر إسم الله حتى يحصل النصر على الأعداء .

الثامنة عشر , عند الإصابة في المعركة

في الحديث أن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه لما قُطِعَتْ أصابعه يوم أحد قال :

{ حَسِّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ} , حسنه الألباني في صحيح النسائي

فمن فوائد البسملة عند الإصابة في المعركة ثلاث فوائد
1 – أجر الذكر
2 – أجر إتباع السنة
3 – أن البسملة سبب في الكرامات والأعاجيب .

التاسعة عشر : البدء بالتسمية عند كتابة الكتب :

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَخْبَرَهُ قَالَ :

(( فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقْلَ فَأَجْلَسَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ : “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ” مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ ))

جزء من حديث طويل رواه البخاري وغيره .

فمن فوائد البسملة عند كتابة الكتب ثلاث فوائد
1 – أجر الذكر
2 – أجر إتباع السنة
3 – حصول البركة ببداية الكتاب بذكر اسم الله سبحانه .

العشرون : البسملة عند مواجهة الأمور الصعبة

عن البراءِ بنِ عازبٍ الأنصاريِّ قال :

{لما كان حين أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحفرِ الخندقِ , عَرض لنا في بعضِ الخندقِ صخرةٌ عظيمةٌ شديدةٌ لا تَأْخُذُ فيها المَعاوِلُ , فشكوا ذلك إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ , فلما رآها , أخذ المِعولَ , وقال : بسم اللهِ , وضرب ضربةً , فكسر ثُلُثَها , وقال : اللهُ أكبرُ , أُعطيتُ مفاتيحَ الشامِ , واللهِ إني لَأبصرُ قصورَها الحُمْرَ إن شاء اللهُ , ثم ضرب الثانيةَ فقال : بسم اللهِ , فقطع ثُلثًا آخرَ , فقال : الله أكبرُ , أُعطِيتُ مفاتيحَ فارسٍ , واللهِ إني لَأُبصِرُ قصرَ المدائنِ الأبيضَ , ثم ضرب الثالثةَ فقال : بسم اللهِ , فقطع بقيَّةَ الحَجَرِ , فقال : الله أكبرُ , أُعطيتُ مفاتيحَ اليمنِ , واللهِ إني لَأُبصِرُ أبوابَ صنعاءَ من مكاني الساعةَ}

رواه ابن كثير في البداية والنهاية وغيره , وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري وحسنه مع إختلاف يسير في ألفاظه
إذن فمن فوائد البسملة عند مواجهة الأمور الصعبة ثلاث فوائد
1 – أجر الذكر
2 – أجر إتباع السنة
3 – تسهيل وتيسير الأمور الصعبة .

ما مضى كانت بعض مواضع إستحباب البسملة

وجوب البسملة

وتجب البسملة على الراجح في موضعين

الأول : عند الذبح , لقول الله تعالى :

( وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ) الأنعام/ 121

فتُشتَرط التسمية عند الذبح , فيقول : بسم الله .
ويستحب أن يكبر ، فيقول : بسم الله ، والله أكبر .
لما روى البخاري ومسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ :

( ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ) .

الثاني , تجب التسمية عند الصيد
عن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال :

(( أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ الْكِتَابِ نَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ ، وَأَرْضِ صَيْدٍ أَصِيدُ بِقَوْسِي وَأَصِيدُ بِكَلْبِي الْمُعَلَّمِ وَالَّذِي لَيْسَ مُعَلَّمًا ، فَأَخْبِرْنِي مَا الَّذِي يَحِلُّ لَنَا مِنْ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ الْكِتَابِ تَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ فَإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَلا تَأْكُلُوا فِيهَا ، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا ثُمَّ كُلُوا فِيهَا ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ بِأَرْضِ صَيْدٍ فَمَا صِدْتَ بِقَوْسِكَ فَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ثُمَّ كُلْ ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ فَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ثُمَّ كُلْ ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الَّذِي لَيْسَ مُعَلَّمًا فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ ))

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

هذه كانت بعض المواضع التي يستحب أو يجب فيها البدأ بالبسملة .

خاتمة

في هذا المقال تعرفنا على : معاني , وأحكام , وفضائل وبركات البسملة , وأثرها العظيم في حياتنا , فلا تجعل هذه المقالة تقف عندك , وانشرها لغيرك , فالدال على الخير كفاعله .

هذا وصلى الله على سيدنا محمد , والحمد لله رب العالمين .

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *