الإعجاز النبوي في قصة أويس القرني

#الإعجاز_الإخباري_في_القرآن_والسنة
الحلقة(6)
مما أخبر به – صلى الله عليه وسلم – من الغيبيات – التي أطلعه الله عليها لتكون من براهين نبوته : قدومُ أُويس ابن عامر القَرَني من اليمن
وقد ذكر – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه بعضَ صفته وأحواله، فقال : {إنَّ رجلًا يأتيكم من اليمنِ يقال له أُوَيسٌ , لا يدَعُ باليمنِ غيرَ أمٍّ له , قد كان به بياضٌ (أي برص) فدعا اللهَ فأذهبَه عنه , إلا موضعَ الدينارِ أو الدِّرهمِ , فمن لقِيه منكم فلْيستغفِرْ لكم } , رواه مسلم
وقد كان كما أخبر – صلى الله عليه وسلم –
فقد أقبل أهل اليمن زمن عمر ( أي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بسنوات ) {فكان عمرُ بنُ الخطابِ ، إذا أتى عليه أمدادُ أهلِ اليمنِ (أي الجنود الذين يأتون إلى جيوش المسلمين كمدد لهم في الغزو) , سألهم : أفيكم أُوَيسُ بنُ عامرٍ ؟ حتى أتى على أٌوَيسٍ , فقال : أنت أُوَيسُ بنُ عامرٍ ؟ قال : نعم , قال : من مرادٍ ثم من قَرَنٍ (أي هل أنت من قبيلة مراد ومن عائلة قرن ) ؟ قال : نعم , قال : فكان بك برصٌ فبرأت منه إلا موضعَ درهمٍ ؟ قال : نعم , قال : لك والدةٌ ؟ قال : نعم , قال : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول ” يأتي عليكم أُوَيسُ بنُ عامرٍ مع أمدادِ أهلِ اليمنِ , من مرادٍ ثم من قرَنٍ , كان به برَصٌ فبرأ منه إلا موضعُ درهمٍ , له والدةٌ هو بها بَرٌّ , لو أقسم على اللهِ لأَبَرَّه , فإن استطعتَ أن يستغفرَ لك فافعلْ ” , فاستغفِرْ لي , فاستغفَر له , فقال له عمرُ : أين تريد ؟ قال : الكوفةُ , قال : ألا أكتب لك إلى عاملِها ؟ قال : أكون في غَبراءِ (فقراء وعامة)الناسِ أحَبُّ إليَّ } , رواه مسلم
وفي رواية أن عمر رضي الله عنه قال له : {ما اسمُك؟ قال: أنا أُويسٌ، فقال: هل لك والدةٌ؟ قال: نَعَم، قال: فهل كان بك مِن البَياضِ شيءٌ؟ قال: نَعَم، فدعَوتُ اللهَ عزَّ وجلَّ، فأذهَبَه عنِّي إلَّا موضعَ الدِّرهمِ مِن سُرَّتِي لِأذكُرَ به ربِّي (أي يتذكر نعمة الشفاء التي من الله عليه بها) قال له عُمَرُ: استغفِرْ لي، قال: أنت أحَقُّ أنْ تَستغفِرَ لي؛ أنت صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال عُمَرُ: إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ خيرَ التابِعينَ رجُلٌ يُقالُ له: أُوَيسٌ، وله والدةٌ، وكان به بَياضٌ فدَعا اللهَ عزَّ وجلَّ فأذهَبَه عنه إلَّا موضعَ الدِّرهمِ في سُرَّتِه، فاستغفَرَ له أويس ، ثمَّ دخَلَ في غُمَارِ (عامة) الناسِ، فلم يُدْرَ أين وقَعَ (أي أين ذهب) } , رواه أحمد وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
في قصة أويس هذه دليل من دلائل النبوة، حيث أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أويس أنه من اليمن , ومن قبيلة مراد ومن عائلة قرن بالتحديد , وأخبر بإسمه ونسبه , وأن له والدة هو بها بار , وأنه كان به برص فشفاه الله إلا موضع درهم في سرته
من أين علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل هذه التفاصيل الدقيقة التي حدثت بالفعل وأكدها أويس بنفسه , رغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعيش في المدينة وكان أويس وقتها يعيش في اليمن ؟؟
إن هو إلا وحي يوحى , وإنه الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى .
ويستفاد من قصة أويس أيضا الأمور التالية
1 – النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عبادة واحدة تميز بها أويس , وهي البر بأمه ، فدل ذلك على عظم أجر بر الوالدين، وأن الإنسان يبلغ به المراتب العالية .
2 – أثر الدعاء والبر في رفع البلاء .
3 – شدة إخلاص أويس وحرصه أن لا يعرف بأمره أحد , فهذا حال المخلصين لا يحبون أن يعرف الناس شيئا عن حالهم مع الله تعالى .
جعلني الله وإياكم من المخلصين المقبولين .

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *