#الإعجاز_الإخباري_في_القرآن_والسنة
حلقة ( 12 )
قد أعلم الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – بزمان أو كيفية موت بعض أصحابه وأهل بيته ، فأخبر به – صلى الله عليه وسلم -، فكان تحققه برهاناً على نبوته وعلماً من أعلام رسالته، إذ لا يمكن لأحد معرفة ذلك ولا التنبؤ به إلا من قِبلِ اللهِ علامِ الغيوب.
ومن هذه الأنباء الباهرة
قد صعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على حراء، هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليُ وطلحةُ والزبيرُ، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((اهدأ، فما عليك إلا نبيٌ أو صديقٌ أو شهيد)).
رواه مسلم
الشرح
في أحد الأيام كان الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه هؤلاء الصحابة الكرام جالسون على الجبل الذي فيه غار حراء , حين إذ إهتز الجبل بسبب أحد الزلازل , فالرسول صلى الله عليه وسلم خاطب الجبل وقال له : إهدأ , فإنما عليك نبي ( وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ) , وصِدِّيق ( وهو سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ) , وشهيد , أي : جميع الخمسة الباقون الجالسون على الجبل لن يكون موتهم على فرشهم أو بمرض أو بنحو ذلك مما يموت به الناس , بل أخبر صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء الخمسة سيموتون شهداء , وهم ( سيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي وسيدنا طلحة وسيدنا الزبير )
وقد حدث ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام
فأما الأول , وهو سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسي وهو قائم يصلي الصبح إماماً بالمسلمين في مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم – سنة ثلاث وعشرين للهجرة النبوية، ليكون مقتله – رضي الله عنه – شهادة في سبيل الله , مصداقا لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما ثاني الشهداء، أمير المؤمنين المظلوم عثمان بن عفان، فقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم بشّره بالجنة على بلوى تصيبه
وفي رواية عند البخاري أيضا أن عثمان (حمِد الله، ثم قال: اللهُ المستعان).
أي حمِد الله على بشارة النبي له بالجنة، وطلب من الله العون على البلوى التي ستصيبه .
(والبلوى هي الفتنة التي حصلت وقت خلافته رضي الله عنه على يد الخوارج المجرمين الذين أحاطوا ببيته واقتحموا بيته ودخلوا عليه وهو يقرأ القرآن فقتلوه مظلوما شهيدا في سبيل الله رضي الله عنه وأرضاه .
والثالث الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث بالشهادة , هو علي – رضي الله عنه –
وحدث ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم , فترصد ابن ملجم لسيدنا علي وانتظره حتى يخرج من بيته لصلاة الفجر , وأثناء خروج سيدنا علي من بيته وإيقاظه بعض الناس لصلاة الفجر , قام المجرم ابن ملجم بضرب سيدنا علي على جبهته بسيف مسموم , ليموت سيدنا علي شهيدا في سبيل الله كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق .
وأما الرابع والخامس وهما سيدنا الزبير ابن العوام وسيدنا طلحة ابن عبيد الله , فقد تم قتلهما ظلما أيضا بطعنات غادرة على يد بعض المنافقين , وقد ثبت أن المقتول ظلما يكون شهيد , فماتا رضي الله عنهما شهيدَين في سبيل الله , كما أخبر صلى الله عليه وسلم .
فهذا الحديث فيه معجزات للنبي صلى الله عليه وسلم : أنه أخبر عن خمسة من أصحابه أنهم جميعا سيموتون شهداء , وتحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم , ليكون هذا الحديث دليلا وبرهانا آخر على صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وعلامة على رسالته ونبوته , فصلى الله على الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى .
إخباره صلى الله عليه وسلم بموعد وفاته ووفاة ابنته فاطمة
#الإعجاز_الإخباري_في_القرآن_والسنة حلقة ( 13 ) إخباره صلى الله عليه وسلم بموعد وفاته ووفاة فاطمة عن عائشة رضي الله…