إخباره صلى الله عليه وسلم بأشياء حدثت بعد موته كفتح بيت المقدس والطاعون واستفاضة المال والفتنة بين الصحابة

#الإعجاز_الإخباري_في_القرآن_والسنة

حلقة (5)

الإعجاز في إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بأشياء أخبر أنها ستتحقق بعد وفاته , وتحققت بعد وفاته بالفعل كما أخبر صلى الله عليه وسلم

ومن ذلك
بينما النبي – صلى الله عليه وسلم – في تبوك؛ أنبأ أصحابه بوقوع ستة أحداث مهمة، رتب وقوعها فقال لعوف بن مالك: ((اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتحُ بيت المقدس، ثم مُوتانٌ يأخذُ فيكم كقُعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنةٌ لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدِرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غايةٍ اثنا عشر ألفاً)).
رواه البخاري

الشرح

في هذا الحديث يذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – أحداثاً ستة يرتبها

أولا: موتُه – صلى الله عليه وسلم –
ثانيا : ثم فتحُ بيت المقدس، وقد تحقق ذلك في العام الخامس عشرَ من الهجرة في خلافة سيدنا عمر ابن الخطاب
تنبيه , نعم تم فتح بيت المقدس في عصر سيدنا عمر ابن الخطاب وتم أخذه من أيدي الصليبيين , لكن الصليبيون بعد مئات السنوات أعادوا احتلاله من جديد , ثم قام سيدنا صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه بفتح بيت المقدس وأخذه من يد الصليبيين مرة أخرى , ولكن في زماننا قام اليهود باحتلال بيت المقدس , وسنخرج اليهود منه قريبا بإذن الله
فالرسول صلى الله عليه وسلم حين ذكر في الحديث “ثم فتح بيت المقدس” كان يقصد الفتح الأول الذي تحقق بالفعل في عصر خلافة سيدنا عمر ابن الخطاب .
ثالثا : ثم موت عظيم يصيب الصحابة، وتحقق ذلك في طاعون عمواس في السنة الثامنةِ عشرة للهجرة , فمات كثير من الصحابة في هذا الطاعون حتى أنه ماتت عائلات بأكملها بسبب هذا الطاعون .
رابعا : ثم كثرة المال
وتحقق ذلك في زمان الخليفة الراشد { سيدنا عثمان ابن عفان رضي الله عنه }
وتحقق ذلك أيضا حينما تولّى الخليفة الراشد : عمر بن عبدالعزيز، وأقام في الناس ميزان الشريعة، وحكم بين الناس بالعدل، حينها امتلأت خزانة الدولة، حتى أن الرجل كان يعرض ماله للصدقة فلا يجد من يقبل صدقته .
وسيتحقق ذلك أيضا في آخر الزمان , حين يحكم الأرض { المهدي وحين ينزل سيدنا عيسى عليه السلام } .
خامسا : ثم الفتنةُ التي تصيب العرب، وقد وقعت زمن فتنة قتل سيدنا عثمان – رضي الله عنه – على يد الخوارج المجرمين , هذه الفتنة التي كانت بوابة للفتن التي حدثت بعد ذلك , وهي فتن ما تركت بيتاً إلا ودخلته كما أخبر صلى الله عليه وسلم .
سادسا : وأما العلامة الأخيرة، وهي الهدنة ثم الحرب مع بني الأصفر- وهم الروم – فقد اتفق العلماء على أنها لم تقع إلى الآن ، وأن ذلك يكون في فتن وملاحم آخر الزمان .
والسؤال : من الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمور ستحدث بعد وفاته ؟
وبالفعل حدثت كما أخبر صلى الله عليه وسلم ؟
والجواب : الذي أخبره هو الله علام الغيوب , وهذه كلها أدلة باهرة واضحة كالشمس على صدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى .

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *